بعد الإقبال عليها.. كولونيا 555 سددت ديون مصر في عهد عبدالناصر وتقي أبناءها من كورونا في القرن الـ 21
أخبار الفن والمجتمع«كانت موجودة في احتفالات وأفراح وأعياد ميلاد وأمراض وترمومترات وجروح وإغماءات البيوت المصرية» هذا ما كتبه الكاتب الاء خالد عن كولونيا 55555 الاختراع المصري لـ حمزة الشبراويشي، والتي أصبحت حاضرة أيضا في القرن الحادي والعشرين لمكافحة فيروس معدي أثار ذعر العالم بأكمله.
تصدرت الزجاجة العطرية ذات نسبة الكحول العالية بها المشهد في القرن الماضي، فتشابهت كل البيوت المصرية بوجود زجاجة منها، إما في منزل عروس، أو مستشفى، أو حمام الجدة أو سيارة العم، كانت بعض القطرات منها قادرة على محو أي خوف متعلق بالإصابة بجرح أو حتى خدش بسيط، وشاع استخدامها في القرن الماضي في صالونات الحلاقة كمطهر فوري للمعدات وأوجه الرجال.
اقرأ أيضا| من أم كلثوم لـ كورونا.. كولونيا 555 المصرية تعقيم و«ريحة حلوة»
كتب الكاتب عمر طاهر في كتابه «صنايعية مصر» قصة نجاح حمزة الشبراويشي مبتكر «كولونيا 555» الشهيرة التي أصبحت حاليا حديث الساعة، بعدما تفشى فيروس كورونا التاجي والحل لمكافحته هو الكحول الإيثيلي بنسبة 70% وبعد نفاذ بعد المنتجات أعاد المصريون البحث على المنتج المصري الذي تم تصديره القرن الماضي إلى أكثر من 6 دول عربية وما زال تصديرها مستمرا حتى الآن لاحتوائها على الكحول النقي المستخرج من قصب السكر.
في كل مرة كانت توضع أمام عبددالناصر قوائم بأسماء ستخضع لقرار التأميم كان يشطب على اسم حزة الشبراويشي، إيمانا منه بأنه رجل عصامي وليس إقطاعيا، رجل مصري يمثل صناعة وطنية بمنتجاته التي غزت منازل البيوت العربية بأسماء متعددة، فكان اسمها في المملكة العربية السعوية «سعود»، واسمها في السودان «كرومة».
اقرأ أيضا| استخدام جديد لـ الخمور في تعقيم الأيدي من كورونا.. طبيب يكشف الحقيقة
وعندما اقترضت مصر من أجل بناء السد العالي، كان يتم سداد جزء من هذه القروض في شكل عيني (ثلاجات- منسوجات قطنية- أثاث- وكولونيا 555).
وظل الشبراويشي لفترة طويلة مستبعدا من قرار التاميم دون أن يدري، حتى أصيب بجلطة في عام 1965، وسافر لتلقي العلاج في سويسرا وكان يتابع ما يجري في مصر وهو هناك، وبعد شفائه قرر العودة لى بيروت، وهناك قرر افتتاح مصنعا صغيرا، حتى اكتلملت الوشاية عنه بأنه هرب من مصر، فكان قرار عبدالناصر بالتحفظ على ممتلكاته وعرضها للبيع.
ولكن هذا لم يؤثر على عمله في لبنان الذي استمر حتى وفاته في نهاية الستينيات، وكانت وصيته أن يدفن في مصر، واستمرت منتجاته ناجحة حتى الآن بفضل عمال المصنع الذين على معرفة بالتركيبة والمقادير الدقيقة الذي اعتاد تصنيعها، وبعد وفاته شيعوه سيرا على الاقدام من التحرير إلى مدفنه.